محتجون في فرنسا يطالبون بإغلاق حانة جيل الهوية

حصري

محتجون في فرنسا يطالبون بإغلاق حانة جيل الهوية

بعد تحقيق الجزيرة: ما يقرب من 300 شخص يطالبون بإغلاق حانة يتردد عليها أفراد منظمة يمينية متطرفة.

24 ديسمبر 2018


جيل الكراهية: الجزء الثاني

ليل، فرنسا – تظاهر المحتجون في ليل، شمال فرنسا، للمطالبة بإغلاق المقرات المحلية لجماعة جيل الهوية بعد ما كشفه وثائقي من إنتاج وحدة تحقيقات الجزيرة بعنوان "جيل الهوية".

اجتمع مع يقرب من 300 شخص في ميدان الجمهورية في ليل يوم الأحد للمطالبة بإغلاق حانة تسمى "السيتاديل" وقع اختراقها من قبل صحفي متخف تابع للجزيرة على مدى ستة شهور بدءاً من شهر سبتمبر / أيلول 2017.

خرج النشطاء إلى الشوارع وهم يحملون يافطة كتب عليها "اقتحم السيتاديل بأقصى سرعة" – وذلك في إشارة إلى تصريح صوره صحفي متخف لناشط في جماعة جيل الهوية اسمه ريمي فاليز، يصف فيه أمنيته بأن يرتكب اعتداء ضد السوق المحلي الذي يرتاده المسلمون. كان المحتجون يتظاهرون وبرفقتهم عدد من عربات الشرطة والعشرات من الضباط بملابسهم المدنية.

تعتبر منظمة جيل الهوية واحدة من أبرز الحركات اليمينية المتطرفة وأسرعها انتشاراً في أوروبا. تأسست المنظمة في فرنسا قبل ستة أعوام، ولديها الآن فروع في عدد من البلدان، بما في ذلك إيطاليا والنمسا وألمانيا وبريطانيا.

يقدر عدد أعضاء المجموعة على مستوى أوروبا بالآلاف وعدد أتباعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعشرات الآلاف، وهي تنشط في مجال الدفاع عما تراه هوية وثقافة الأوروبيين البيض وحمايتهما مما تسميه "الإحلال الكبير" بسبب الهجرة والأسلمة.

تقدم نفسها على أنها حركة وطنية وتزعم أنها لا تمارس العنف ولا العنصرية.

انطلق النشطاء في الشوارع يحملون يافطة كتب عليها "اقتحم السيتاديل في أقصى سرعة." [يان كاستانير / الجزيرة]

ولكن عندما اخترق مراسل متخف تابع للجزيرة فرع جيل الهوية في مدينة ليل وجد العكس تماماً.

تظهر مقاطع الفيديو التي صورت سراً أعضاء جيل الهوية وهم ينفذون اعتداءات عنصرية ويعترفون بشن سلسلة من الهجمات على المسلمين بالإضافة إلى تبادل النكت العنصرية والتغني بالأغاني المعادية للسامية.

توقف المسيرة الاحتجاجية يوم الأحد أمام حانة تم تصوير فاليز عندها وهو يلكم امرأة عربية شابة، وكان صف من ضباط الشرطة يحيط بالحانة من الخارج.

يقول فيليب البالغ من العمر 52 عاماً، والذي شارك في الاحتجاج: "كنا على دراية بالعنف والهجمات العنصرية، ولكنها كانت تنفذ بهدوء. لقد أثبت الوثائقي أن هذا العنف مازال يرتكب، وأرجو أن يفتح الناس أعينهم ليشاهدوا ما الذي يحصل في ليل "

وفي تصريح للجزيرة قالت متظاهرة أخرى اسمها أنايس وتبلغ من العمر 33 عاماً، واشترطت عدم نشر اسم عائلتها، إنه منذ أن افتتحت حانة السيتاديل في عام 2016 "بات الناس أكثر عرضة للاعتداء عليهم في الشارع بسبب لون بشرتهم."

لم يزل جو باديت، وهو من سكان ليل، ينشط منذ عام 2016 للفت نظر السلطات والتحذير من وجود حانة السيتاديل.

بمجرد أن افتتحت حانة جيل الهوية سارعت بإطلاق التماس للاحتجاج على وجودها في ليل.

"في الأيام التي تلت، عقدت عدة اجتماعات مع عمدة ليل مارتين أوبري، التي قالت لي إنها لا تستطيع فعل شيء نظراً لأن السيتاديل مكان خاص."

بعد أن بثت الجزيرة فيلم جيل الهوية أصدرت العمدة أوبري تصريحاً قالت فيه إنها مصدومة بما خلص إليه الوثائقي وأنها تنظر في سبل إغلاق الحانة.

واستجابة لطلبات وردت من العمدة ومن مفوض الشرطة، بدأ المدعي العام تحقيقاً جنائياً في الأمر.

وصف جو دابيت تحقيق الجزيرة بأنه "قنبلة الموسم التي فتحت أعين الناس."

ساهم في اعداد التقرير لوكاس شيديفيل في ليل.