كيف يمكن لمجرم مدان شراء نادي كرة قدم إنجليزي شهير

مقال طويل

كيف يمكن لمجرم مدان شراء نادي كرة قدم إنجليزي شهير

تتخفى وحدة تحقيقات الجزيرة لتثبت كيف باتت أندية كرة القدم الإنجليزية وسائط لغسيل إيرادات الجرائم.

10 أغسطس 2021 | 35 دقيقة قراءة


بقلم: ديفيد هاريسون

في جناح أنيق داخل فندق صغير في مدينة لندن، يجلس رجل يعرف باسم الساحر في أريكة وتمتد ذراعه اليمنى كالحية إلى أعلى.

يقول ذلك الرجل: "إنها قمامة المعتادة، أنا متعود عليها. فأنا أعيش في عالم الواقع، وأفهم كل هذا، ولكن لن يكون لدينا أي مشكلة مع ذلك."

الساحر هو كريستوفر صموئيلسون، صانع صفقات كرة القدم والمختص في تمويل الأوفشور، استمد لقبه من خبرته في إخفاء أموال وهويات الزبائن.

في حديث مع مراسل متخفي، يتظاهر بأنه وكيل مستثمر صيني لا وجود له يرغب في شراء نادي كرة قدم إنجليزي، تم إخبار صموئيلسون بأن المستثمر مدان بارتكاب جرائم، حيث وجد مذنباً بالرشوة وغسيل الأموال وهو الآن هارب من العدالة – الأمر الذي من المفروض تلقائياً أن يفقده الأهلية لملكية نادي كرة القدم.

كانت تلك لحظة حرجة في تحقيقنا. كنا نريد أن نعرف ما إذا كان – وكيف – يمكن لشخص أجنبي مدان بجرائم أن يشتري نادي كرة قدم حتى يغسل أرباحه التي جناها من طريق غير مشروع.

كنا نظن أن المعلومات التي صرحنا بها حول جرائم مستثمرنا ستدفع بالساحر لأن يخفي نفسه، ولكن صموئيلسون لم يرمش، وعرض بدلاً من ذلك إيجاد ملاذ لأموال المجرم المدان، قائلاً: "إذا كان بحاجة إلى مساعدة لنقل الأموال ويحتاج إلى موقع آمن، بإمكاني أن أفعل ذلك أيضاً."

وأضاف: "ثم بإمكاني أن أنظم المؤسسات المالية التي ستحتفظ له بها، البنوك التي بإمكانه أن ينقل ماله إليها. لدي علاقات وثيقة مع البنوك في ليختنشتاين.

’الرجل الأخير في الخفاء‘

قلة من الناس خارج العالم الغامض حيث يجري تمويل الأوفشور سمعوا بكريستوفر صموئيلسون، ولربما لا غرابة في ذلك بالنسبة لشخص وُصف ذات مرة بأنه "الرجل الأخير في الخفاء". ومع ذلك، في تسعينيات القرن الماضي، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ساعد في بناء واحدة من أكبر شركات اعتماد الأوفشور في العالم، واسمها فالميت، والتي لها مكاتب في جبل طارق وجزيل الرجل وغيرهما من الملاذات الضريبية.

تشتمل قائمة زبائنه على بعض أغنى الأثرياء على سطح المعمورة: شيوخ من الشرق الأوسط وأوليغاركيون من روسيا – مثل بوريس بيريزوفسكي وأركادي "بدري" باتاركاتسيشفيلي – الذي ساعده في نقل المليارات من الدولارات إلى خارج روسيا.

حققت الشرطة في العديد من البلدان في نشاطات صموئيلسون بسبب شكوك تحوم حول ضلوعه في غسيل الأموال، ولكن لم توجه له تهم بتاتاً. وكان في السنوات الأخيرة قد توسط في عمليات بيع مثيرة للجدل لاثنين من أقدم أندية كرة القدم في إنجلترا، ريدينغ وأستون فيلا.

ما لبث الناديان أن جُرا إلى هاوية الانهيار المالي تحت إدارة المالكين السريين الجدد. وألغيت صفقة ثالثة كان قد رتبها في عام 2004 لصالح ثري روسي لم يعلن عن اسمه لشراء حصة الأسد في أسهم نادي الدوري الممتاز إيفرتون عندما تم تسريب اسم المشتري – بوريس زينغاريفيتش، أحد أقطاب قطاع صناعة الورق – إلى الصحافة.

أسسنا شركة زائفة واتصلنا بصموئيلسون، وقلنا له إننا نمثل ثلاثة مستثمرين أثرياء يبحثون عن "عملاق نائم"، أي نادي كرة قدم كان ذات مرة عظيم الشأن، ولديه قاعدة جماهيرية واسعة ويطمح في العودة إلى رأس هرم اللعبة والإثراء من جديد.

ابتلع صموئيلسون الطعم ووافق على اللقاء. تم تجهيز مراسلين متخفيين، وكُلف "بيلي"، كما أطلقنا عليه، بمهمة طرح معظم الأسئلة، بينما كلفت "آنجي" بلعب دور مساعدة بيلي. لم يكن أي منهما يعرف شيئاً عن كرة القدم، ولكن بعد جلسات عديدة من التدريب والإعداد، غدا بيلي خبيراً بكل ما يتعلق ببطولات كرة القدم.

في حديثه مع صموئيلسون قال له بيلي إن المستثمر، والذي أطلقنا عليه اسم السيد إكس، أراد أن يملك ستين بالمائة من أحد أندية كرة القدم الإنجليزية، وأنه هرب إلى هونغ كونغ، وهرب أمواله إلى خارج الصين عبر كازينوهات ماكاو، وأنه محكوم غيابياً بالسجن، ويريد السيد إكس الآن أن يغسل أمواله.

إحدى العقبات الكبيرة في طريق السيد إكس هي اختبار المالكين والمدراء الذي تجريه سلطات كرة القدم، والتي تحظر امتلاك أندية كرة القدم على كل من يصدر بحقه حكم بالسجن لفترة حدها الأدنى اثنا عشر شهراً.

عبر سلسلة من اللقاءات في فنادق لندن، قدم الثرثار صموئيلسون استعراضاً مشحوناً حول المبيعات مبهراً بالحكايات حول كرة القدم والأوليغاركيين الروس وحول نجاحاته الشخصية. تكلم بلهجة أهل منطقة كينت في جنوب بريطانيا حيث ولد لعائلة مرموقة في عام 1946 وحيث تعلم في مدرسة داخلية خاصة في دورسيت اسمها شيربورن.

قالم صموئيلسون إنه كاد أن يشتري نادي تشيلزي، مع كابتن ويست هام ومنتخب إنجلترا الفائز بكأس العالم بوبي مور في ثمانينيات القرن العشرين عندما كان يدير شركة رعاية. وزعم أن أبراموفيتش اشترى تشيلزي بعد ما يقرب من عشرين عاماً بعد أن نصح هو بنفسه الأوليغارك بزن يشتري نادي كرة القدم حتى يحمي نفسه من التقلبات السياسية في روسيا.

كان مدهشاً في إيراده لأسماء المشاهير الذين يدعي تعامله معهم، ولكنه بدا مطلعاً وواصلاً في نفس الوقت. راح يسرد أسماء وأسعار الأندية المعروضة للبيع، فمن أندية الدوري الممتاز تشيلزي: 3 مليار جنيه استرليني (4.1 مليار دولار أمريكي)، وتوتنهام 2 مليار جنيه إسترليني (2.8 مليار دولار أمريكي). ثم تشارلتون وميلويل وغيرهما بأسعار أقل بكثير. أبدينا اهتمامنا بأندية الدرجة الثانية ممن تفوز بالبطولة ولديها الإمكانية لترتقي إلى الدوري الممتاز، أغنى دوري في العالم، حيث تجنى الأرباح الطائلة.

تحدث صموئيلسون عن نادي ليدز يونايتد وعن نادي نوتنغهام فوريست، ولكنه أوصى أن نتوجه نحو ناد آخر هو داربي كاونتي الذي فاز مرتين ببطولة إنجلترا في سبعينيات القرن الماضي، لأن فيه ما يجعله متميزاً عن غيره، قائلاً: "كنت مع ميل {موريس، مالك نادي داربي} بالأمس، وكلفني ببيع النادي." ثم وافق على اصطحاب مراسلينا المتخفين لمقابلة موريس. كانت الأمور تتحرك بشكل سريع.

’بندقية مسددة إلى رؤوسهم‘

مما أثار العجب لدينا عدم اكتراث صموئيلسون، أو على الأقل تظاهره بالاهتمام، بكيفية تكوين السيد إكس لثروته. بإمكان اتحاد الكرة الإنجليزي – والذي يحكم الأندية ما دون الدوري الممتاز – أن يطلب من الراغبين في الشراء تقديم "دليل على المورد الأصلي للأموال وعلى كفايتها" لشراء النادي ولإعالته.

هل بإمكان صموئيلسون فعلاً الحصول على موافقة من اتحاد كرة القدم الإنجليزي على مستثمرنا المدان بارتكاب جرائم؟ كان الساحر واثقاً من نفسه ويتحدث بابتهاج قائلاً إن اتحاد كرة القدم الإنجليزي سيعطى "الحد الأدنى من المعلومات" التي "تقدم له بالطريقة المناسبة" وبأنه، أي صموئيلسون سوف يأتي "بفكرة حول كيف يمكن بناء المسألة بحيث نتمكن من التغلب على اتحاد كرة القدم الإنجليزي."

قال: "سوف نبتدع سيرة ذاتية، وسنقول إنه يعمل في الاستثمارات العقارية وفي غير ذلك من القطاعات... سوف نخترع ذلك."

وأضاف: "أنا خبير. عندما جهزت طلب شراء أستون فيلا كتبت كل شيء بنفسي، وأخذت المعلومات التي أحتاج إليها وتركت بالباقي."

ثم تكلم بصرامة قائلاً: "إنني أسدد بندقية إلى رؤوسهم. بإمكاني الضغط على اتحاد كرة القدم ... ولسوف تتم الموافقة. وإذا استدعى الأمر سنهددهم باتخاذ إجراء قانوني ضدهم – وستراهم يتجاوبون."

وماذا عن محققي اتحاد كرة القدم الإنجليزي؟ لا شيء يدعو للقلق. وقال: "في بعض الأوقات يكلفون واحدة من تلك المؤسسات المختصة لكي تحقق وتعد تقريراً. فإذا ما كلفوا أحداً، سوف نعرف من الذي سيقوم بالعمل ولسوف نتدبر أمورهم."

ثم سمى صموئيلسون أفراد فريقه، إنهم: جيمي بانفيل، شريكه في العمل ومحام، وأندرو أوبولنسكي، محاسب معتمد كان قد عمل في إعداد صفقات بيع كل من ريدينغ وأستون فيلا، وكريستيان هوك، محام يعمل في مؤسسة غانركوك التي تتخذ من لندن مقراً لها، والذي أنجز المهام القانونية الخاصة بنفس الناديين، والذي ستناط به مهمة رعاية أموال السيد إكس إلى أن تتم عملية بالبيع بالكامل، فهو "كتوم ولا تحدث تسريبات من قبله" كما قال صموئيلسون.

وأضاف: "الشيء الأساسي هو هل لديكم المال – وحقيقة أن المال مودع في حساب ائتمان المؤسسة القانونية لكريستيان هوك سيكون له أثر كبير عليهم {أي اتحاد الكرة}."

وقال: "نعم، أستطيع أن أساعد في هذا الأمر. لقد جئتم إلى الشخص المناسب."

وبالطبع، هناك أيضاً الرسوم التي سيتقاضاها، وتبلغ 3 بالمائة من سعر البيع، زائد نصيب شركائه، إضافة إلى مناصب مدراء في النادي تمنح له ولزميليه أوبولنسكي وبانفيل.

وذكر صموئيلسون شخصاً آخر من معارفه لديه "مهارات" تلزم لإنجاز الصفقات، إنه كيث هنتر، المحقق الخاص والتحري السابق في سكوتلاند يارد. قال عنه صموئيلسون: "يعمل على أتم الود معنا، وبإمكانه القيام بكل المهام المطلوبة منه، مثل مراقبة الهواتف والتنصت عليها، وما إلى ذلك."

وأضاف: "عندما كنا نتعامل مع {صفقة بيع} أستون فيلا، على سبيل المثال، كنا نرصد ما الذي كان يقوله اتحاد كرة القدم من وراء الكواليس. بالطبع لم يكونوا يعرفون ذلك."

عندما تم توقيف كيث واينيس، المسؤول التنفيذي الأول في أستون فيلا، من قبل النادي في عام 2018، أراد صموئيلسون – الذي كان قد اختلف معه – معرفة ما إذا كان واينيس يتحدث إلى وسائل الإعلام. قال صموئيلسون: "بالطبع، لدينا القدرة على الحصول على سجلات الهاتف، لكي نرى مع من كان يتحدث وحتى يتسنى لنا التعرف على الأرقام التي كان يتصل بها. لقد كان يتحدث مع وسائل الإعلام."

أثناء المفاوضات مع إيفرتون في عام 2004، قال صموئيلسون إنه عندما تم تسريب اسم الروسي الذي أراد شراء حصة الأسد في النادي إلى وسائل الإعلام، حصل هنتر على سجلات المكالمات الهاتفية الخاصة بالصحفي لمعرفة من هو الجاسوس الذي سرب الاسم.

وأضاف: "عرفنا من هو الصحفي الذي حصل على المعلومات، فبحثنا في سجلات المكالمات الهاتفية للصحفي. هذا غير مسموح، ولكننا قمنا به، واكتشفنا مع من كان يتكلم، وكان أحد هؤلاء هو المسؤول المالي في مكتب بيل كينرايت، وبذلك عرفنا من الذي سرب الاسم."

فيما بعد أكد هنتر لبيلي حكاية إيفرتون قائلاً: "نعم. شخصان كانا يتواصلان مع شخص لم يكن ينبغي لهما التواصل معه."

بيلي: "شخصان داخل نادي كرة القدم؟"

هنتر: "نعم، في مستوى مجلس إدارة النادي."

’في بعض الأوقات يكون مستحيلاً، وفي بعض الأوقات لا يكون قانونيا‘

منذ عشرين عاماً يدير هنتر شركات تحقيق خاصة، وآخرها تدعى أنيموس، وكما فعل صموئيلسون، راح يعدد زبائنه من الأوليغاركيين بمن فيهم بيريزوفسكي، وكذلك السياسي النيجيري البارز جيمز إيبوري، الذي صدر بحقه في عام 2012 حكم بالسجن من قبل محكمة بريطانية بتهمة الاحتيال وغسيل الأموال.

كما أن ماضيه أيضاً مثير للجدل. حصلت وحدة تحقيقات الجزيرة على تقرير داخلي صادر عن فريق مكافحة الفساد في سكوتلاند يارد في عام 2007 حول شركته السابقة ريسك مانيجمينت جاء فيه: "تشير المعلومات الاستخباراتية بقوة إلى أن ريسك مانيجمينت كانت تعمل بقوة لإفساد العاملين في سلك شرطة مدينة لندن." كما كان بعض العاملين في ريسك ضالعين في استغلال زملاء سابقين لهم "للحصول عن طريق الفساد على معلومات حساسة." ولكن رغم ورود اسم هنتر في قضايا فساد كانت تحقق فيها الشرطة في عامي 2006 و 2012 إلا أنه لم توجه إليه اتهامات رسمية.

التقى بيلي مع هنتر بشكل منفصل ليسأل عن الخدمات التي بإمكانه أن يقدمها لزبائنه، مثل الحصول على بيانات بنكية تخص المنافسين.

أجاب هنتر: "نعم. البنوك. بطاقات الاعتماد، نمط الحياة. وهل لديهم عشيقة؟ وهل هناك ما يمكننا بواسطته تدمير سمعتهم؟

سجلات المكالمات الهاتفية؟

"بإمكاننا الحصول على ذلك."

وقال إن أطراف ثالثة يمكن الاستعانة بها في الحالات الصعبة.

وأضاف: "في بعض الأوقات يكون ذلك مستحيلاً. وفي بعض الأوقات يكون مخالفاً للقانون ... ولكن هناك أوقات يمكنك فيها استخدام أطراف ثالثة موثوقة لمساعدتك في الحصول على المعلومات التي تبحث عنها."

المحقق الخاص كيث هنتر أخبرنا إنه قادر على الحصول على سجلات هاتفية خاصة [الجزيرة]

رسائل البريد الإلكتروني؟

"تارة أخرى، ذلك مما تقوم به أطراف ثالثة. أناس آخرون هم الذين يقومون بهذه الأشياء. يسعدني جداً أن أرتب تعارفاً ولكنه سيكون من الأشياء التي سنسأل الناس عما إذا كانوا على استعداد لفعله."

بيلي: "وكيف يمكنك أن تثق بهم؟"

"لأنك تبني الثقة. جماعتي لديهم علاقات مع أشخاص بإمكانهم القيام بأشياء لا نستطيع أن نقوم بها بأنفسنا."

وأخبر هنتر بيلي بأنه كان ضالعاً أيضاً في شراء أندية كرة قدم، وزعم أنه كان على وشك إبرام صفقة لنادي هال سيتي، وكان واثقاً من حصوله على تفويض ببيع نادي بورنموث لكرة القدم. إلا أن أياً من الناديين لم يتم بيعه حتى هذا التاريخ.

ثمة سابقة لانعدام الفضول لدى صموئيلسون – أو لا مبالاته – بشأن الأحوال المالية للسيد إكس. ففي عام 2016 رتب لرجل أعمال صيني اسمه طوني جيا شراء نادي آستون فيلا لما قيل إنه 105 مليون دولار، وحينها عين نفسه نائباً لرئيس النادي.

أخبر صموئيلسون مراسلينا المتخفيين أنه كان متأكداً من أن جيا كان واجهة لمشترين آخرين – ومع ذلك ساعده في الحصول على موافقة اتحاد كرة القدم.

وقال: "ادعى طوني جيا بأنه يملك هذا، ذلك وكل شيء آخر. قلت لا أريد أن أعرف شيئاً عن ذلك. أريد ملكاً آخر تجني منه مالاً أكثر، ما يكفي من المال لتحصل على الموافقة. فجاءني بواحد قيمته تعادل 450 مليون جنيه إسترليني (621 مليون دولار أمريكي)."

وأضاف: "لعله لم يكن ملكه هو يا بيلي ولكنه زعم أنه ملكه، فوضعنا ذلك في الطلب، وهذا ما حصل."

كم من ذلك كان مالاً يملكه هو، ذلك هو السؤال. وكم من ذلك كان ملكاً لآخرين؟

"لقد قال إنه له. حسناً، بالطبع لم يكن كذلك. كان مجرد واجهة. أنا متأكد من أنه كان واجهة."

بعد سنتين من ذلك وقع آستون فيلا في مشكلة مالية عميقة. كان جيا يلاحق قضائياً من قبل الدائنين في الصين بزعم أنه تخلف عن سداد قروض بعشرات الملايين من الدولارات، فباع النادي. وفي أكتوبر / تشرين الأول من عام 2019، أصدرت السلطات الصينية مذكرة توقيف بحق جيا، الذي ما لبث لاحقاً أن اعتقل لإخفاقه في سداد القروض، لكنه ينفي التهم، ومازال محتجزاً بانتظار نتائج تحقيق الشرطة في القضية.

كان كيث واينيس هو المسؤول التنفيذي الأول عن آستون فيلا في عهد طوني جيا إلى أن غادر النادي في عام 2018 ورفع دعوى قضائية ضد ما يسمى الطرد البناء. في بيان أعده لمحكمة التوظيف، قال واينيس: "لم يكن يُعرف عنه الكثير مما يمكن التحقق منه بشكل مستقل. أثار مخاوفي أنه بالنسبة لرجل يفترض أنه ملياردير ويملك سلسلة من الشركات، لم يكن السيد جيا فيما يبدو ملماً بالأنماط المالية الأساسية."

’مخادع ولص وكاذب‘

حصلنا أثناء إجرائنا لهذا التحقيق على تقرير سري يعود إلى عام 2005 من إعداد الشرطة الهولندية يحتوي على تفاصيل المزاعم الموجهة ضد صموئيلسون. ارتاب المحققون في أنه كان "الزعيم الفعلي لعملية غسيل أموال دولية" بزبائن كانوا قد خضعوا لتحقيقات جنائية.

يقول التقرير إن زبائنه اشتملوا على الإليغاركيين الروس ميخائيل خودوركوفسكي وبيريزوفسكي وبادري باتاركاتسيشفيلي واثنتين من أكبر عائلات الجريمة المنظمة في بريطانيا، ومنظمات كردية ساعدها في ترتيب أوضاعها المالية بحيث تتجنب الاتهام بغسيل الأموال.

ورد اسم صموئيلسون فيما بعد في أوراق محكمة في الولايات المتحدة باعتباره موضع "تحقيقات متعددة في عمليات غسيل أموال على أعلى المستويات." وذكر إقرار لمحكمة في ميامي عام 2011 أن بادري نعت صموئيلسون في رسالة إلكترونية بالمخادع واللص والكاذب. إلا أن صموئيلسون رفض تلك المزاعم معتبراً إياها سخيفة.

سأل اتحاد كرة القدم الإنجليزي صموئيلسون عن التحقيق الهولندي أثناء اجتماع عقد في مقره الرئيسي في بريستون لمناقشة ما إذا كان الشخص المناسب ليكون عضواً في مجلس إدارة آستون فيلا. في بيان صدر بعد الاجتماع حصلت وحدة التحقيقات على نسخة منه، يقول صموئيلسون إن نيك كريغ، رئيس الشؤون القانونية في اتحاد كرة القدم الإنجليزي وصفه بأنه "سيد التعمية والتمويه". زعم صموئيلسون بأن التحقيق كان مدفوعاً بحوافز سياسية وقال إن جميع الادعاءات ضده تم إسقاطها، وبذلك صدرت الموافقة عليه ليكون عضواً في مجلس الإدارة.

يفاخر صموئيلسون وهنتر بأنهما يلتزمان الحذر والسرية، وفي لقاء على وجبة شاي في أحد الفنادق الفاخرة في لندن، حثا مراسلينا على اليقظة لئلا يقوم أشخاص بتسجيل محدثاتهم – دون أدراك منهما أن اللقاء معهما يتم تسجيله سراً. قال صموئيلسون: "عندما كنا نتعامل مع الروس كان لابد من التأكد من عدم وجود أجهزة تنصت داخل الغرفة. أما هنا فلا يمكنهم زرع أجهزة التنصت لأنه أمر بالغ الصعوبة."

وعندها مال مازحاً نحو إبريق الشاي ليرى إن كان ثمة جهاز تسجيل داخله وقال: "هل بإمكانكم أن تسمعونا؟"

كيث هنتر وإبريق الشاي [الجزيرة]

أندية كرة القدم كوسائط لغسيل الأموال

يقال إن صموئيلسون بإمكانه أن يجعل الفيل يختفي. ولكن هل يستطيع أن يجعل السيد إكس يختفي من خلال التعمية على اسمه وهويته، حتى يتمكن من شراء نادي كرة قدم إنجليزي شهير.

يقول الساحر إن لديه العديد من الخدع لإنجاز ذلك. خياره المفضل هو إنشاء شركة أوفشور مع مستثمرين اثنين آخرين يملك كل منهما خمسين بالمائة. ثم يوقعان على إعلان ائتمان لصالح السيد إكس. يعني ذلك أنهما يقبضان على الأسهم نيابة عن السيد إكس الذي يسمى في اصطلاح الأوفشور "مالك مستفيد." وهذا الشخصان يتم الكشف عن اسميهما في سجل الأسهم، أما السيد إكس فيبقى في الخفاء ولا سبيل للجمهور التعرف عليه.

قال صموئيلسون: "لا يمكن لأحد في الحيز العام معرفة من هم مالكو الأسهم الحقيقيون. ولا يمكن لوسيلة إعلام أن تخترق لأنها مسجلة لصالح ما نطلق عليه أسماء المرشحين."

وأضاف: "أنا واحد من المختصين الرواد في هذا النمط من العمل."

زعم صموئيلسون أنه استخدم شركات ائتمان أوفشور لخداع اتحاد كرة القدم من قبل عندما رتب لشراء نصيب الأسد في نادي ريدينغ لكرة القدم في عام 2012.

المال الذي جمع لشراء ردينغ كان يعود للثري وتاجر الورق الروسي بوريس زينغاريفتش. قال صموئيلسون: "لم أحصل على موافقة اتحاد كرة القدم على بوريس وإنما على آنتون،" وذلك في إشارة إلى نجل بوريس. وأضاف: "لم يكن لدى آنتون أي مال، فرتبت بحيث يهدي له والده المال، وبذلك تم الأمر. هكذا كان، ولم يجادلوا في ذلك على الإطلاق."

إلا أن آنتون زينغاريفتش لم يكن لدي أي أموال لإعالة النادي والحفاظ عليه، وبعد موسم واحد فقط في الدوري الممتاز تراجعت رتبة النادي مما أثار سخط المشجعين. يقول جون كين، نائب الرئيس السابق لأمانة المشجعين في ريدينغ: "عند تلك النقطة أحس المشجعون بأنهم يتعرضون للاستغلال."

ما لبث زينغاريفتش أن باع النادي. وفي ذلك قال كين: "ترك ريدينغ محملاً بالديون ولم يُبق فيه من المال ما يكفي لسداد ما عليه من التزامات."

كانت لدى صموئيلسون "خدعة" أخرى من باب الاحتياط. قال إنه سيؤسس صندوق استثماري يتكون من 20 أو 21 شركة صغيرة، كل منها مقبوضة في ائتمان منفصل وبحصة قدرها 5 بالمائة أو أقل. سيكون المالك الحقيقي متخفياً في ائتمان رئيسي من خلف المستثمرين الصغار ولكن صغر حجم المساهمين يعني أن اسم المالك الحقيقي لن يكون مطلوباً التصريح به، وذلك بحسب ما تقضي قواعد اتحاد كرة القدم الإنجليزي.

قال إنه كان قد ينوي استخدام هذا المخطط في عملية الاستحواذ على إيفرتون في عام 2004، مستخدماً شركة مقرها بروناي تسمى صندوق القلعة الرياضي – إلى أن وقع تسريب اسم زينغاريفيتش لوسائل الإعلام.

قال كين إن شركات ائتمان الأوفشور تشكل خطراً على اللعبة وذلك أنها "تترك أندية كرة القدم عرضة للاستخدام كوسائط لغسيل الأموال. إذا لا أحد يعرف من أين يأتي المال، فيمكن أن يأتي من أي مصدر، مهما كان إجرامياً أو خسيساً.

هوية جديدة

قال صموئيلسون إن مخططات الأوفشور التي ينفذها تعني أن اتحاد كرة القدم فقط هو الذي ينبغي أن يعرف اسم السيد إكس وأنهم يلتزمون بإبقاء ذلك سراً مكنوناً. ولكننا ضغطنا أكثر مصرين على أن تبقى هويته مخفية عن الجميع بما في ذلك اتحاد كرة القدم الإنجليزي. ومرة أخرى، ظننا أن تلك ستكون نهاية تحقيقنا. إلا أنها بالنسبة لصموئيلسون كانت مجرد عقبة أخرى يحتاج لأن يتغلب عليها، وتارة أخرى، كان لديه حل.

قال صموئيلسون: "بإمكاننا دوماً البحث في الحصول على جواز سفر آخر لرجلكم الكبير، باسم جديد، نعم، ولم لا؟" وهذا من شأنه أن يمنح السيد إكس هوية جديدة تماماً وعنواناً في قبرص لخداع اتحاد كرة القدم الإنجليزي.

اتصل صموئيلسون بصديقه هنتر وأخبره بأن السيد إكس يحتاج إلى جواز سفر آخر، قائلاً: "ما مدى السرعة التي يمكن بها الحصول على جواز سفر قبرصي، والمال ليس عائقاً؟" جعل الأمر يبدو طبيعياً، كما لو كان يسأل ما مدى السرعة التي يمكن بها توصيل طاولة مطبخ.

مثله مثل صموئيلسون، لم ينزعج هنتر عندما سمع تفاصيل سجل السيد إكس الإجرامي. فقد كانت لديه معارف ممتازة وعلى أعلى المستويات، بما في ذلك وزير في حكومة قبرص بإمكانه أن يساعد في الحصول على جواز سفر قبرصي، كما قال.

يمكن أن يتحقق ذلك من خلال الاستثمار العقاري، فبرنامج الجنسية من خلال الاستثمار، وهو من برامج الاتحاد الأوروبي، يسمح للمستثمرين بالحصول على جواز سفر قبرصي مقابل استثمار ثلاثة ملايين دولار.

يحظر على المجرمين المدانين الاستفادة من ذلك البرنامج، ولكن هنتر بكل هدوء يؤكد قائلاً: "لقد فعلنا ذلك مرات عديدة، العديد من المرات لآخرين كانوا، ويمكنني أن أؤكد لكم، في وضع أسوأ بكثير من سيدكم. ولذا، ما عليكم إلا أن تتركوا الأمر في أيدينا."

وقال: "الاسم المختلف أمر نحتاج فقط أن نعمل عليه. قد نحتاج إلى تغيير تاريخ الميلاد بشكل طفيف. كل شيء ممكن."

قال هنتر إنه حصل على جوازات سفر لزبائن "هنود وروس وأوكرانيين ونيجيريين." وأضاف: "والإجراءات سلسة."

فيما بينهما، سيقوم صموئيلسون وهنتر بإعداد تقارير الحرص الواجب لكل من اتحاد كرة القدم الإنجليزي والسلطات في قبرص.

بعد ذلك بأيام أرسل صموئيلسون رسالة إلكترونية يقول فيها إنه التقى مع اثنين من معارف هنتر في قبرص وقالا إن الوزير تحدث عن ثمن الحصول على جواز سفر للسيد إكس. كتب صموئيلسون يقول: "حضرت بالأمس إلى مقصورة كيث في ميدان سباق إبسوم وقابلت هناك كريس جوفاني وأنتونيس أنتونيو اللذين يرتبان الحصول على جوازات السفر القبرصية. وانتهى نقاشهما .... إلى قول الوزير إن الجواز سوف يصدر خلال ثمانية أسابيع شريطة أن يكون مبلغ الاستثمار 10 مليون يورو (12 مليون دولار)."

على شفا إبرام صفقة

بالعودة إلى تقفي أثر نادي كرة القدم، توجه فريقنا المتخفي إلى داربي برفقة صموئيلسون لمقابلة ميل موريس، مالك النادي. في الطريق إلى هناك، راجع صموئيلسون الأرقام: 50 مليون جنيه إسترليني (69 مليون دولار) للنادي، زائد 29 مليون جنيه إسترليني (40 مليون دولار) للملعب، إضافة إلى 20 مليون جنيه أخرى (27.6 مليون دولار) لتغطية خسائر الموسم القادم. المجموع: 99 مليون جنيه إسترليني (136.5 مليون دولار).

رافق موريس مراسلينا المتخفين في جولة باستاد برايد بارك وأماكن التدريب في النادي. كان عاطفياً بشأن النادي ومدركاً لأهميته بالنسبة للناس في مدينة داربي، وكان يريد من المالكين الجديد الاستمرار في تلك العلاقة الوثيقة.

وضع موريس ما يقرب من 200 مليون دولار من ماله الخاص في النادي وكان حريصاً على أن يصبح مستثمرونا المالكين الجدد له. واقترح أن يساعدهم بأن يصبح المساهم الأصغر بنسبة 9.9 بالمائة. وهذا يعني أنه سيكون بإمكانه شطب ديونه للنادي على مدى عدد من المواسم بدلاً من مرة واحدة لحظة البيع. من شأن تلك الخطوة أن تعود بالفائدة على النادي مالياً وإن كانت ستعتبر محاولة لتجاوز قواعد التعامل المالي النزيه، واعترف موريس بذلك قائلاً: "إنه شيء ينبغي ألا نلتزم بتدوينه كتابة."

تعليقاً على ذلك، يقول كيران ماغواير، الخبير بالشؤون المالية لكرة القدم في جامعة ليفربول، إن مقترح موريس انتهك روح القانون إن لم ينتهكه حرفياً، وأضاف: "وهذا شيء يتحمل اتحاد كرة القدم الإنجليزي مسؤولية رصده واتخاذ القرار فيما إذا كان سيوجه تهماً للنادي أم لا."

كانت لموريس بعض المشاجرات مع اتحاد كرة القدم بشأن قواعد الاتحاد التي تحد خسائر نوادي البطولة بما لا يزيد عن 39 مليون جنيه إسترليني (53.8 مليون دولار) على مدى ثلاثة فصول.

في عام 2020 تمت تبرئة داربي كاونتي من انتهاك قواعد اتحاد كرة القدم الإنجليزي بخصوص بيع موريس الملعب لنفسه فعلياً. ولكن في يونيو / حزيران من هذا العام، تم تغريم النادي 100 ألف جنيه إسترليني (138 ألف دولار) لانتهاك القواعد التي تحكم تقييم اللاعبين، وفي تهمة لا تخص اتحاد كرة القدم الإنجليزي، حكم عليه بخصم ثلاث نقاط مع وقف التنفيذ لإخفاقه في دفع رواتب اللاعبين.

أبدى موريس حرصه على أن يشتري مستثمرونا منه النادي. غادرنا داربي وقد أدركنا أننا على شفا إبرام صفقة لشراء نادي كرة قدم إنجليزي شهير لصالح مجرم مدان.

صموئيلسون عرفنا على مالك نادي كرة قدم داربي كاونتي ميل موريس [الجزيرة]

رسالة إلى السيد إكس

حان وقت سفرنا إلى قبرص حيث رتب هنتر لبيلي وأنجي لقاء مع وكيلي العقارات البريطانيين طوني ودينيز كاي، حيث يبادران ببدء إجراءات حصول السيد إكس على جواز سفر جديد. قال طوني: "كيث صديق طيب وقد عملت معه لسنوات عديدة، ونحن نحول الناس فيما بيننا. لو أرسلت شخصاً إليه، فأنا أعرف أنه سيعتني بي، والعكس صحيح."

وقالت دينيز عن هنتر: "هو الذي يعد لنا تقارير الحرص الواجب."

قيل لمراسلينا بأن الملايين الإضافية التي ستدفع مقابل جواز السفر لن تكون من خلال البرنامج الرسمي. وقال طوني: "حيثما وجدت مشاكل، فإن الأمور تكلف أكثر من أجل إنجازها."

في أسبوع سريع جداً تم تعريف مراسلينا على شبكة من الأشخاص المتنفذين، وكلهم قالوا إنهم على استعداد لمساعدة السيد إكس في الحصول على جواز سفر قبرصي.

قال المحامي أندرياس بيتادجيس: "إذن لديه أحكام صادرة بحقه ... نحتاج لإيجاد طرق لتجاوز هذه المشكلة."

وقال لبيلي أثناء تناول وجبة العشاء في آيا نابا: "لو لا كيث وطوني لما وافقت حتى على رؤيتكما."

أما كريستاكيس جوفاني، عضو البرلمان وتاجر العقارات، فقال: "نساعد الناس على الحصول على جواز سفر، ولم لا؟ أظن أن لدينا سبيلاً للمساعدة."

وأخيراً، جاء دور رئيس البرلمان ديمتريس سيلوريس، وهو فعلياً نائب رئيس قبرص، الذي طلب من بيلي إيصال رسالة إلى السيد إكس. طلب من السيد إكس المجيء إلى قبرص قائلاً إنه سيقدم كل ما في وسعه من دعم مستخدماً كافة مستويات الدولة.

وكنا قد روينا قصة جوازات السفر القبرصية في وثائقي بعنوان "التحقيق السري في جوازات السفر القبرصية" نشر في أكتوبر / تشرين الأول من عام 2020. خلال أيام من بث الوثائقي استقال جوفاني وسيلوريس، وتم شطب برنامج جوازات السفر القبرصية، وفتح الاتحاد الأوروبي وكذلك حكومة قبرص تحقيقات في الموضوع، واندلعت احتجاجات مناهضة للفساد في شوارع نيقوسيا استمرت لأسابيع.

’حُق لمشجعي كرة القدم أن يغضبوا‘

قبل رحلتنا إلى قبرص – ومباشرة بعد لقائنا مع موريس – انسحبنا من صفقة داربي حتى لا نحول دون تمكن أي مشترين حقيقيين من المضي قدماً وشراء النادي. حاول صموئيلسون أن يضرم من جديد الاهتمام لدى مستثمرينا الوهميين، فقلنا إنهم قرروا صرف النظر عن داربي ولكن مازالوا مهتمين بشراء ناد من أندية كرة القدم، وبناء عليه فسوف نمضي في إجراءات الحصول على جواز سفر قبرصي وعلى هوية جديدة للسيد إكس.

منذ ذلك الحين أخفقت صفقتان أخريان لشراء نادي داربي كاونتي. كان أحد المقترحين يتزعمه واحد من أعضاء العائلة الحاكمة في أبوظبي من خلال شركة اسمها ديرفنتيو هولدينغز (بريطانيا). اثنان من المدراء الأصليين لشركة ديرفنتيو كانا صموئيلسون وأوبولنسكي، ولكنهما استقالا بعد شهرين فقط في شهر نوفمبر / تشرين الثاني من عام 2020.

في إبريل / نيسان 2021، تسلطت الأضواء على ملكية أندية كرة القدم بعد الإعلان عن قيام اتحاد أوروبي أعلى لاثني عشر من الأندية الرائدة. إلا أن احتجاجات نظمت من قبل المشجعين في إنجلترا حيث قررت ستة أندية – ليفربول ومانشستر سيتي وآرسينال ومانشستر يونايتد وتشيلسي وتوتنهام – الانضمام لهذا الاتحاد المنشق. زعم المشجعون أن ملاك الأندية الملياردية يعاملون مشجعي الكرة الإنجليزية كبقرة عالمية لحلب المال وبأنهم يقومون ببتر الأندية عن مجتمعاتها.

ما لبث الاتحاد الأعلى أن أسقط بعد 48 ساعة، وحفز الفشل الذريع على إطلاق تحقيق حكومي في بريطانيا بطلب من المشجعين يترأسه عضو البرلمان تراسي كراوش. في تقريره المؤقت الذي نشر في شهر يوليو / تموز، طالب التحقيق بإقامة هيئة مستقلة لتنظيم الرياضة وإصلاح سلطات كرة القدم، وخاصة فيما يتعلق بتنظيم الشؤون المالية والحوكمة المؤسسية والملكية.

قال بن كاودوك، الذي يقود التحقيقات في منظمة الشفافية العالمية، إن تحقيق وحدة تحقيقات الجزيرة كشف عن وجود مشاكل خطيرة في ملكية أندية كرة القدم. وقال: "سوف يكون التحقيق محل اهتمام كبير لدى الشرطة وكذلك لدى سلطات كرة القدم الإنجليزية. حيث أنهم يواجهون بتقارير الحرص الواجب التي تكون زائفة ومخادعة وبشبكة من الممكنين الذين يسعون لوضع الغبش على عيونهم."

وأضاف: "حُق لمشجعي كرة القدم أن يغضبوا بشأن هذا التحقيق لأنه يكشف عن أوجه الضعف الشديد في منظومة كرة القدم الإنجليزية وكونها عرضة لأموال ترد من مصادر مريبة ولمالكين غير جديرين بالاستحواذ على هذه الأندية."

وجد ماغوير الأدلة التي قدمناها مقلقة وقال إن صموئيلسون "شخص ينبغي ألا يكون له أدنى علاقة بكرة القدم في هذا البلد."

وأضاف: "تحتل أندية كرة القدم في إنجلترا مكانة خاصة في قلوب الجميع. فهي جزء من تاريخنا وتراثنا ومجتمعنا، وما إلى ذلك، وبناء عليه ينبغي أن تكون محمية."

تواصلت الجزيرة مع جميع من ورد ذكرهم في التحقيق.

يقول محامي كريستوفر صموئيلسون إنه لم يُخبر بتاتاً بأن السيد إكس مدان بجرائم غسيل الأموال والرشوة، ولو أنه كان يعلم بسجله الإجرامي لأنهى النقاش بشأنه على التو.

رفض كيث هنتر الدخول في تفاصيل الأدلة التي خلصنا إليها ولكنه يقول إنه يعارضها بشدة. ويقول هنتر إنه غادر جهاز الشرطة بسجل مشرف. وأما شركته، أنيموس، فتدحض جميع المزاعم بارتكاب مخالفات.

وأما ميل موريس ونادي داربي كاونتي فلم يجيبا على موضوع قواعد التعامل المالي النزيه والمسائل الأخرى التي تطرق لها التحقيق. ويقولون لنا إن النادي لن يباع إلا "لرعاة مناسبين" وأنهم لم يكن لديهم منذ زمن أي "ارتباط رسمي" بصموئيلسون.

يقول محامو رومان أبراموفيتش إنه لم تكن له يوماً أي علاقة شخصية بصموئيلسون ولم يحصل إطلاقاً أن تلقى منه نصحاً حول شراء ناد لكرة القدم.

ينفي ناطق باسم ميخائيل خودوركوفسكي أن يكون صموئيلسون قد نصحه بشراء يوكوس ويقول إنه "من غير المحتمل إطلاقاً" أن يكون قد قابل صموئيلسون من قبل.

يقول كريستيان هوك والمؤسسة القانونية غانركوك إنهما يلتزمان حرفياً بجميع الواجبات القانونية والتنظيمية في جميع الأوقات. لم يكشف تحقيقنا عن وجود ما يدل على العكس من ذلك.

يقول لنا أندرو أوبولينسكي إنه ليس شريكاً لصموئيلسون وأنه لم يحصل بتاتاً أن تعامل مع أي شخص يمثل السيد إكس.

طوني ودينيز كاي وأندرياس بيتادجيس وكريستاكيس جوفاني وأنتونيس أنتونيو وديمتريس سيلوريس كلهم ينفون ارتكاب أي مخالفات.

طوني جيا موجود حالياً في السجن في الصين بانتظار انتهاء تحقيقات الشرطة، وهو ينفي جميع التهم الموجهة إليه.