مزاعم بالفساد في صفقة 5G مع هواوي الصينية

حصري

مزاعم بالفساد في صفقة 5G مع هواوي الصينية

عضو مجلس بلدي مدينة ويندهوك في ناميبيا تزعم أنها تلقت عرضاً مالياً من سياسي محلي مقابل التوقف عن معارضتها لصفقة بناء شبكة الجيل الخامس 5G مع شركة هواوي الصينية

15 يوليو 2020


زعمت عضو في مجلس بلدية العاصمة في ناميبيا أنها تلقت عرضاً بالرشوة من سياسي محلي لضمان فوز عملاق التكنولوجيا الصيني هواوي بعقد حصري لإنشاء شبكة اتصالات 5G في ويندهوك.

جاءت مزاعم برونهيلد كورنيلياس في إفادة تقدمت بها للشرطة في التاسع عشر من يونيو / حزيران وحصلت وحدة تحقيقات الجزيرة عليها.

وزعمت كورنيلياس، التي تشغل أيضاً منصب الأمين العام لحزب التجمع من أجل الديمقراطية والتقدم المعارض بأن الرشوة عرضت عليها من قبل نيكانور ندجوزه، زميلها في الحزب ويشغل منصب مدير الانتخابات داخل الحزب.

وبحسب المزاعم فإن ندجوزه يعمل نيابة عن ابن أخيه، ريكليف كانجورايموني، المعروف أيضاً باسم "مينج"، والذي يشغل منصب رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مدينة ويندهوك.

تأتي هذه المزاعم بعد شهور من تعرض ناميبيا لهزة عنيفة بسبب عدد من فضائح الفساد أطلقها ما يعرف بملفات السمك الفاسد، وتمخض عن الكشف عنها استقالة وزيرين في الحكومة هما وزير العدل السابق القاضي ساكي شانغالا ووزير الثروة السمكية السابق بيرنهارد إيساو، على إثر تحقيق مشترك قامت به الجزيرة ومنظمة ويكيليكس ووسائل الإعلام في آيسلاندا. ومازال شانغالا وإيساو رهن الاعتقال منذ أواخر نوفمبر / تشرين الثاني 2019 بانتظار تقديمهما للمحاكمة بتهمة الفساد وغسيل الأموال والاحتيال.

شبكة 5G التابعة لهواوي الصينية

زعمت كورنيلياس في إفادتها بأن ندجوزه أشار إلى وجود 40 مليون دولار نامبيني (ما يعادل 2.4 مليون دولار) على هيئة مبلغ متاح لمستفيدين محتملين من الصفقة التي من المفروض أن تمنح هواوي حقوقاً حصرية لتطوير بنية تحتية لشبكة اتصالات 5G.

بعد معارضتها في وقت مبكر من هذا العام للتوقيع على مذكرة تفاهم بين مجلس بلدية العاصمة وشركة هواوي، تزعم كورنيلياس أنها تلقت عرضاً بأن يُدفع لها مبلغ ستة ملايين دولار ناميبي (أي ما يتراوح بين 300 آلف و 600 ألف دولار) لكي تتوقف عن معارضتها والسماح لمجلس بلدية المدينة بالموافقة على توقيع مذكرة التفاهم.

وبحسب ما أفادت به كورنيلياس، كان ندجوزه قد أخبرها في الثاني عشر من مايو / أيار بأنها يمكن أن تتلقى الدفعة المالية مقابل التوقف عن معارضتها للتوقيع على مذكرة التفاهم مع هواوي. وتزعم كورنيلياس أن ندجوزه أخبرها بأن الصفقة مع هواوي يتصدر لها ابن أخيه.

وبحسب ما تقوله كورنيلياس فقد طلب كانجورايموني من ندجوزه المساعدة، علماً منه بأنه عضو في نفس الحزب الذي تنتمي إليه كورنيلياس، لإقناعها بقبول الرشوة والسماح بتوقيع مذكرة التفاهم.

لا يوجد دليل بأن هواوي لديها أي علم بهذه الأحداث.

تسجيل سري

تقول كورنيلياس في إفادتها بأنها قامت، بعد العرض الذي جاءها من ندجوزه، بتبليغ الشرطة عن محاولة الرشوة، فزودوها بأجهزة تسجيل مخفية لاستخدامها في الاجتماعات القادمة مع كانجورايموني وندجوزه.

وتبين الإفادة كيف أنه في اليوم التالي مباشرة، في العشرين من مايو، طلب كانجورايموني لقاء مع كورنيلياس وندجوزه. فمر عليها ندجوزه واصطحبها من مقر بلدية العاصمة إلى محطة وقود على مشارف البلدة، وفي الطريق أخبر ندجوزه كورنيلياس بأن "الأشخاص المحليين الذين نثق بهم" سوف يرتبون مشروعاً مشتركاً مع هواوي.

وتشرح كورنيلياس كيف أخبرها ندجوزه بأن "تسترخي" وقال لها إنها "في أيد أمينة" بعد أن أعلمته كورنيلياس بأنها تخشى من المشاركة في مخطط كهذا وخاصة بعد ردود الفعل التي سببها ما كشفت عنه الجزيرة في تحقيقها "مصيدة الفساد" حول قضية ملفات السمك الفاسد. يؤكد التصوير الذي حصلت عليه حصرياً وحدة التحقيقات في شبكة الجزيرة بأن ندجوزه وصل محطة الوقود برفقة كورنيلياس في الساعة

16:44 بالتوقيت المحلي، بعد حوالي عشرة دقائق من وصول كانجورايموني. ثم يشاهد ندجوزه وكانجورايموني وهما يتحاوران خارج السيارة، قبل أن يدخل كانجورايموني سيارة ندجوزه وينطلقان بها.

تصوير كاميرا مراقبة حصلت عليه الجزيرة يؤكد حدوث اللقاء في محطة الوقود [الجزيرة]

ثم يتوجه الثلاثة إلى حديقة إيغلز بير النائية والمطلة على مجمع مياه ويندهوكس آفيس، وتشرح كورنيلياس كيف أن كانجورايموني وندجوزه كانا حريصين على تجنب أن يلاحظ أحد لقاءهما. وخلال المحادثة، أخبر كانجورايموني كورنيلياس بأن كل ما تم تداوله بينهم ينبغي أن يظل طي الكتمان، وأنه هو الذي يقف من وراء خطة الصفقة مع هواوي، وأن الصفقة سوف "تعود بالفائدة علينا جميعاً."

وبحسب ما ورد في الإفادة، عندما سألت كورنيلياس متى بإمكانها أن تحصل على المال، رد كانجورايموني بأن المال سيأتي عندما يتم التوقيع على مذكرة التفاهم ويبدأ المشروع.

وتزعم كورنيلياس بأن اللقاء مع ندجوزه و كانجورايموني تم تسجيله سراً باستخدام أجهزة خفية مثبتة في طاقيتها وملابسها الداخلية كجزء من التحقيق الذي تجريه الشرطة. إلا أن الجزيرة لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من وجود التسجيل.

قال كانجورايموني في تصريح مكتوب وجهه إلى الجزيرة "لا يوجد دليل على أي تسجيل أخبرت فيه السيدة كورنيلياس حول أي أشخاص سيستفيدون من مشروع هواوي" وادعى أن كورنيلياس لديها دوافع تجعلها تسيء تصوير الوضع.

وأضاف: "أنفي مزاعمها الباطلة". أما ندجوزه فلم يرد على طلب تقدمت به الجزيرة للتعليق على الأمر.