حصري: الجزيرة تكشف المتلاعب بنتائج المباريات من بومباي

حصري

حصري: الجزيرة تكشف المتلاعب بنتائج المباريات من بومباي

كشفت وحدة تحقيقات الجزيرة المتلاعب بنتائج المباريات المنتمي إلى عصابة إجرامية منظمة والذي يزعم بأنه رشى لاعبي كريكيت دوليين من أجل أن يلعبوا دون المستوى في مباريات الكريكيت.

29 مايو 2018


أنيل منور، الذي ينتمي إلى عصابة تتحكم بسوق المراهنات في الهند، يعد مراسلاً متخف بعائدات كبيرة

كشفت وحدة تحقيقات الجزيرة متلاعباً بنتائج المباريات من عصابة إجرامية يزعم أنه رشى لاعبي كريكيت دوليين لكي يلعبوا دون المستوى في مباريات الكريكيت.

تنبأ المتلاعب بنتائج المباريات بدقة كيف سيكون أداء اللاعبين عند نقاط محددة في اللعبة في مباريات كريكيت مهمة، تشارك فيها كبريات الفرق العالمية.

يكشف تحقيقنا السري بعنوان "المتلاعبون بنتائج مباريات الكريكيت" كيف يتم التلاعب في مباريات بين الهند وإنجلترا في تشيناي في شهر ديسمبر / كانون الأول من عام 2016 وبين الهند وأستراليا في رانشي في شهر مارس / آذار من العام الماضي.

في لقاءات تم تسجيلها سراً، أخبرنا أنيل منور، المتلاعب في نتائج المباريات من بومباي، أن بإمكاننا أن نجني كمية كبيرة من المال من المراهنة بناء على المعلومات التي يزودنا بها.

ويقول: "أقول لكم، كل ما أخبركم به سوف يحصل، وسوف يحصل ثم يحصل."

وفعلاً تحقق بالضبط التلاعبان اللذان حدثنا عنهما وقال إنهما سيحدثان.

يقول مجلس الكريكيت الدولي، وهو الكيان الذي يشرف على هذه الرياضة عالمياً، إنه يأخذ على محمل الجد نتائج التحقيق الذي أجرته الجزيرة وأنه فتح تحقيقاً في الموضوع.

أكدت مصادر المخابرات الهندية أن منور يعمل مع مافيا إجرامية تسمى "الشركة د". تتحكم هذه العصابة بمعظم السوق الضخم للمراهنات غير المشروعة في الهند والتي يقال إن إيراداتها السنوية تصل إلى ستين مليار دولار أمريكي.

يكشف تحقيقنا الذي استمر لثمانية عشر شهراً عن أن التلاعب في نتائج مباريات الكريكيت غدا أكثر انتشاراً من أي وقت مضى – ولكن إثباته يزداد صعوبة.

لجأنا إلى وسيط من العالم السفلي ليك يوصلنا إلى منور.

"أتيحت الفرصة الآن لمجلس الكريكيت الدولي لكي يشاهد الفيلم الوثائقي حول الفساد في الكريكيت وكما صرحنا من قبل فإننا نأخذ محتوى هذا البرنامج وما ورد فيه من مزاعم على محمل الجد."

جو روت، كابتن فريق إنجلترا للكريكيت

"إنه لأمر شنيع أن يتهم لاعبو إنجلترا بذلك"

فايزر موسثابا، وزير الرياضة في سريلانكا

"لقد شاهدت فيلم الجزيرة الوثائقي وكتبت إلى هيئة الكريكيت في سريلانكا لكي يبلغوا دائرة التحقيقات الجنائية ويتخذوا إجراءً مباشراً. أود أن أطمئن المشجعين والجمهور المحب لرياضة الكريكيت بأننا سوف نخلص الكريكيت وكافة الرياضات الأخرى من الفساد."

تيم بين، كابتن فريق أستراليا للكريكيت

يقول منور إن شركته تتلاعب بالنتائج الكلية للمباريات ولكنهم أيضاً يتلاعبون، وبشكل متزايد، بأجزاء صغيرة من المباريات.

يشمل ذلك دفع مبالغ للاعبين حتى يبقوا النقاط التي تحرزها فرقهم دون توقعات مكاتب المراهنات أثناء أجزاء محددة من اللعبة.

ويقول منور إن التلاعب بأجزاء صغيرة من المباراة يوفر فرصاً أكثر لجني المال ويوضح أن التركيز على الأجزاء أفضل لأنك تحظى بفرص أكثر للمراهنة."

بالنسبة لمباريات الكريكيت التي جرت في تشيناي ورانشي، اتصل بنا منور بعد عمل القرعة مباشرة ليخبرنا ما هو نوع التلاعب الذي سيجري أثناء اللعبة. وفي كلتا الحالتين كان التلاعب في جزء من اللعبة.

ثم عاد واتصل عند بداية الجزء الذي سيحدث فيه التلاعب وأعطانا تفاصيل التلاعب. في كلتا المباراتين حصل بالضبط ما أخبرنا به من تلاعب.

كشف منور عن أسماء عدد صغير من اللاعبين في فريقي إنجلترا وأستراليا قال إنهم ضالعون في التلاعب.

ويقول في الوثائقي: "اسمعوا، إذا لم يكن هناك ترتيب، فسوف يلعبون كما يريدون، صحيح؟ ولكن عندما يتم الترتيب، فسوف لن يلعبوا إلا كما نريد نحن."

مطالبات بالتحقيق

لن تكشف الجزيرة عن أسماء اللاعبين في هذا الوقت لأسباب قانونية بسبب جسامة الادعاءات، ولكننا سوف نمرر الدليل إلى السلطات المعنية.

عبر لاعبو إنجلترا من خلال محاميهم عن "النفي المطلق" للادعاءات وصرحوا بأنها صادرة عن مصدر يعرف عنه ضلوعه في الإجرام.

ويقول اللاعبون أيضاً إنه من غير المحتمل أن يتمكن فريق الضاربين للكرة من التلاعب بالنقاط لهذه الدرجة المزعومة من الدقة إن لم يكن مستحيلاً من الناحية العملية.

استنكف لاعبو أستراليا عن التجاوب مع طلبات قدمت لهم للتعليق على الموضوع.

لا يوجد ما يثبت أن أياً من اللاعبين الآخرين من الفرق كانوا ضالعين في التلاعبات المزعومة أو أنهم كانوا على دراية بها.

قال منور إن شركته دفعت ما يقرب من مليون دولار رشوة للاعبين في كبار الفرق العالمية التي تشارك في مباريات الكريكيت، وأن الرشاوى تدفع من حين لآخر عبر وسطاء أو عبر مسؤولين في رياضة الكريكيت.

وقال: "لا نقرر ثمن اللاعب، نحن فقط نعطي المبلغ للرجل أياً كان ذلك الرجل. وهم يبقون بعضاً منه لأنفسهم وهم الذين يقررون كم سيوزعون ولمن سيدفعون."

وقال إن شركته رشت لاعبين في كل واحد من الفرق الوطنية وقامت بالتلاعب بشكل أساسي بالمباريات الدولية، بما في ذلك تلك التي تتم على أعلى مستويات الرياضة عالمياً.

ولكنهم أيضاً قاموا، حسبما زعم، بالتلاعب بمباريات اليوم الواحد، بما في ذلك دوريات العشرين التي تزداد انتشاراً وإثراءً.

وقال إن لدى الشركة ما بين عشرين إلى خمسة وعشرين زبوناً يجنون ما يصل إلى 1.5 مليون دولار أمريكي في كل مباراة عن كل فريق من خلال المراهنة على ما يبلغون به من تلاعب يرتبه هو.

لم يبد أي اعتبار لمحققي مكافحة الفساد في الكريكيت، وقال: "في بعض الأوقات توجد مشاكل صغيرة ولكننا نعالجها... وفي الواقع، إذا كان لديك المال فسوف تفعل أي شيء."

وقال فيما بعد: "توجد لدى الشركة معارف واتصالات وهم يدبرون هذه الأمور، يحلون مثل هذه المشاكل."

عرضنا أدلتنا على محققين اثنين من قسم مكافحة الفساد في الرياضة. قال إد هوكنز، الذي عمل مستشاراً لدى فريق مكافحة الفساد في مجلس الكريكيت الدولي: "أظن أن ذلك مثير للغاية. أتحدى أي شخص يحب اللعبة أو يهتم بالكريكيت ألا يشاهد ذلك ثم يشعر بغصة في بطنه ويشعر بالسقم منه. من المؤكد أنه لابد من إجراء تحقيق."

أما كريس إيتون، محقق الإنتربول السابق والرئيس السابق للأمن في فيفا، الكيان الذي يشرف على لعبة كرة القدم، فقال: "هذه مزاعم صادمة على أعلى مستويات الكريكيت في العالم. لا يمكن للمرء أن يجتمع لديه هذا العدد الكبير من المصادفات من حيث ما كان يتنبأ به منور ثم يتحقق في أرض الواقع."

عندما كشفنا لمنور عن هويتنا الحقيقة رفض التعليق وغادر الغرفة وهو يقول: توقفوا، أرجوكم."

ولقد استنكف منذ ذلك الحين عن الاستجابة لطلبنا له بالتعليق.