---

المراسل يصور المتلاعب الهندي وهو يتفاخر بأنه رشى القائم على شؤون الملعب السريلانكي حتى يتلاعب بأرضية الملعب في مباريات الاختبار.

وحدة تحقيقات الجزيرة تكشف كيف تلاعب المجرمون بنتائج مباراتين على أعلى مستويات الكريكيت الدولي وكانوا يخططون للتلاعب بنتيجة مباراة ثالثة.

المباراتان اللتان تم التلاعب بهما كانتا مباراة سريلانكا ضد الهند في يوليو / تموز من العام الماضي ومباراة سريلانكا ضد أستراليا في أغسطس / آب من عام 2016.

كلتا المباراتين نظمتا في تساد غال الدولي في سريلانكا.

في اجتماع صور مؤخراً، قال المتلاعبون بنتائج المباريات إنهم يخططون كذلك للتلاعب بمباراة إنجلترا ضد سريلانكا، أيضاً في ستاد غال الدولي، في نوفمبر / تشرين الثاني من هذا العام.

فتح مجلس الكريكيت الدولي، الكيان الذي يشرف على اللعبة عالمياً، التحقيق في النتائج التي توصلت إليها الجزيرة.

في حديث مع المراسلين المتخفين، قال روبن موريس، وهو من المتلاعبين بالمباريات من مومباي، إنه رشى القائم على شؤون الاستاد في غال لكي يتلاعب بأرضية الملعب لضمان النتائج المطلوبة.

ثم جنى المتلاعبون بنتائج المباريات مبالغ ضخمة من المراهنات.

’بإمكاننا تسخير الأرضية لتفعل ما نريد‘

في وثائقي الجزيرة بعنوان "المتلاعبون بنتائج مباريات الكريكيت"، يقول ثارانغا إنديكا، القائم على شؤون الملعب، مساعد مدير استاد غال، إن بإمكانه التلاعب بأرضية الملعب بحيث تصبح لصالح إما رماة الكرة أو ضاربيها.

ويقول: "إذا أردت أرضية تجعل الكرة تغزل أو تسرع أو تريدها لصالح ضارب الكرة، فكل ذلك ممكن تدبيره."

في اجتماع في أحد فنادق غال، يقول موريس مشيراً إلى إنديكا: "ما يحصل هو أنه، أننا، بالإمكان التأثير في الأرضية بحيث تفعل ما نريده منها. لأنه المشرف الرئيسي. فهو مساعد المدير والقيم على ستاد غال."

في حالة مباراة أستراليا، يقول إنديكا إنه تلاعب بالأرضية لصالح رماة الكرة.

ويقول: "في تلك المباراة التي استمرت خمسة أيام، أعددنا النصيبة بشكل سيء دون استخدام المدحلة. وبذلك عملنا نصيبة دوارة."

ومن خلال هذا الترتيب يمكن ضمان ألا تستمر اللعبة لخمسة أيام كاملة، وبذلك لا تنتهي بالتعادل.

خرج ضاربوا الكرة بسرعة ولم تستمر المباراة أكثر من يومين ونصف اليوم، مع أن المباراة في العادة يمكن أن تستمر لخمسة أيام.

لمعرفتهم أن ضاربي الكرة سوف يجدون مشقة، فقد جنى المتلاعبون بنتيجة المباراة من خلال المراهنة على أن اللعبة لن تنتهي بالتعادل.

يمكن للمباراة أن تنتهي إلى التعادل فقط فيما لو لم يفز أي من الفريقين ولعب الفريقان لخمسة أيام كاملة.

’بإمكانك أن تراهن وتكسب مالاً كثيراً‘

أثيرت مخاوف بشأن حالة أرضية الملعب حينذاك ولكن مجلس الكريكيت الدولي، الممثل بمراقب يتواجد أثناء المباراة، لم يتخذ إجراءً.

في حديث مع مراسلنا المتخفي، قال إنديكا إنه في حالة مباراة الهند رتب أرضية الملعب بحيث تكون لصالح ضاربي الكرة، فقد كانت الهند هي المستلمة لنصيبة ضرب الكرة."

ويقول في الوثائقي: "مهدنا أرضية النصيبة بشكل جيد بالمدحلة ثم سكبنا الماء عليها لجعلها أكثر صلابة."

معالجة الأرضية لصالح ضاربي الكرة يضمن تحقيق نتائج عالية في المراحل الأولى وبذلك يتمكن المجرمون من المراهنة على أرقام أعلى ستتحقق في المراحل الأولى تفوق ما تتنبأ به محلات المراهنة."

وفي تلك الحالة، حققت الهند 600 نقطة في المراحل الأولى وجنى المتلاعبون بنتائج المباراة أرباحاً طائلة.

يعرض موريس، وهو لاعب كريكيت محترف سابق، على مراسل متخف صفقة لتلاعبات مستقبلية، فيقول له: "لدي المعلومات. سوف أزودك بها وبإمكانك أن تراهن لتجني مالاً كثيراً، وتلك فرصة عظيمة."

يقول المتلاعب بنتائج المباريات إنه لا يطلب مالاً مقدماً وإنما 30 بالمائة من المكاسب التي سيجنيها المراسل.

في اجتماع غال، يسأل المراسل المتلاعب بنتائج المباريات متى سيكون التلاعب القادم بأرضية الملعب في الاستاد.

يجيب موريس: "مباراة إنجلترا ضد سريلانكا." إذ من المقرر أن تلعب إنجلترا مع سريلانكا في استاد غال في شهر نوفمبر / تشرين الأول 2018.

يسأل المراسل إنديكا إن كان بإمكانه ضمان أن تنتهي المباراة خلال أربعة أيام.

فيحيب إنديكا ضاحكاً: "بإمكاني جعلها تنتهي في يومين ونصف."

ينفي موريس ارتكابه لأي مخالفات ويقول إن الجزيرة دعته لعمل اختبار حول دور سيؤديه في فيلم سينمائي "بهدف تسلية الجمهور فقط لا غير."

وينفي إنديكا ضلوعه في أي تلاعب بنتائج المباريات ويقول إن أي محادثات أجراها مع صحفيي الجزيرة كانت فقط من باب مجاملتهم كسائحين أجانب.

لا يقصد مما سبق القول إن أياً من اللاعبين الذين شاركوا في تلك المباريات كانوا على علم بأي تلاعب بنتائج المباريات.

قال مجلس الكريكيت الدولي إنه سوف يأخذ محتوى البرنامج وما ورد فيه من مزاعم على محمل الجد."

وقال إنه يعمل مع الزملاء في مكافحة الفساد داخل البلدان الأعضاء انطلاقاً من المعلومات المحدودة التي وصلتهم.

استنكف مجلس الكريكيت الدولي عن الإجابة على سؤال لماذا لم يتخذوا إجراءً عندما أثيرت المخاوف في البداية حول وضع أرضية ستاد غال في مباراة أستراليا عام 2016.