نجم الكريكيت الباكستاني الذي اعترف بالتلاعب بنتائج المباريات

حصري

نجم الكريكيت الباكستاني الذي اعترف بالتلاعب بنتائج المباريات

بعد سنوات من الإنكار، يعترف رامي الكرة الشهير دانيش كانيريا بضلوعه في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات في عام 2009.

19 أكتوبر 2018


اعترف نجم الكريكيت الباكستاني السابق بدوره في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات في إنجلترا بعد أن استمر في نفي ذلك لما يقرب من ستة أعوام.

في مقابلة حصرية مع وحدة تحقيقات الجزيرة، اعترف دانيش كانيريا بأنه أوحى لزميله في الفريق في نادي ريف إيسيكس للكريكيت بأن يلعب بشكل غير جيد مقابل مال دفعه محل رهانات رديء السمعة.

وكان كانيريا، أنجح رامي كرة في الباكستان، قد حظر من ممارسة الرياض مدى الحياة من قبل سلطات الكريكيت في عام 2012، إلا أنه ظل حتى الآن يصر على براءته من التهمة.

ويقول في المقابلة التلفزيونية التي أجريت معه: "اسمي دانيش كانيريا، وأنا أعترف بأنني مذنب بتهمتين وجههما لي مجلس الكريكيت في إنجلترا وويلز في عام 2012."

ويضيف: "غدوت قوياً بما يكفي لأن أتخذ هذا القرار لأن المرء ليس بإمكانه أن يعيش حياته في الكذب."

ويعرب كانيريا، الذي يبلغ من العمر سبعة وثلاثين عاماً، عن حزنه الشديد لما بدر منه ويعتذر لما تسبب به من خذلان لفريقه وبلده وجمهوره وعائلته.

ويقول إن إخفاقه في إبلاغ السلطات عن اتصال مكتب المراهنات به كان "أكبر خطأ ارتكبته في حياتي... وأنا نادم على ذلك من صميم فؤادي."

يعد اعتراف كانيريا بمثابة التطور الأخير في التحقيق الذي أجرته الجزيرة على مدى عامين في الفساد داخل لعبة الكريكيت.

يذكر أن الوثائقي الذي بث في وقت مبكر من هذا العام تحت عنوان "المتلاعبون بنتائج مباريات الكريكيت" تسبب في إحداث هزة شديدة داخل مجتمع هذه الرياضة، علماً بأن فيلماً وثائقياً ثان في متابعة لنفس الموضوع سوف يبث في الحادي والعشرين من أكتوبر / تشرين الأول 2018 ويحتوي على فضائح أكبر.

Pakistani bowler Kaneria with Al Jazeera’s reporter David Harrison [Al Jazeera]
رامي الكرة الباكستاني كانيريا مع مراسل الجزيرة دافيد هاريسون [الجزيرة]

الندم والأسى

وكان كانيريا قد صدر بحقه أمر بالحظر بعد تحقيق مجلس الكريكيت في إنجلترا وويلز في مزاعم بحدوث تلاعب بالنتائج أثناء مباريات بطولة الإقليم بين دارام وإيسيكس في عام 2009.

بناء على ذلك تمت إدانة كانيريا بمحاولة التأثير على زميله في الفريق ميرفين ويستفيلد حتى يلعب بشكل سيء وكذلك بإلحاق العار باللعبة.

اعترف ويستفيلد بضلوعه في الفساد وصدر بحقه حمم بالسجن أربعة أشهر مع وقف التنفيذ لخمسة أعوام في 2012. وكان قد قبل بأن يلعب بشكل سيء مقابل دفعة من المال قدرها ستة آلاف جنيه إسترليني (ما يعادل  7,860دولاراً أمريكياً).

استأنف كانيريا مرتين ضد الحكم الصادر بحقه ولكن الاستئناف رفض مرتين، علماً بأنه لعب 61 مباراة اختبار وحصل على 276 وكت دولية.

يقول رامي الكرة الباكستاني البارز، والذي ينتمي إلى الأقلية الهندوسية في الباكستان، بأنه نادم على تعريف ويستفيلد على صاحب المراهنات الهندي آنو بات في أحد الأندية الليلية في إيسيكس.

"مر على ذلك ستة أعوام خسرت فيها أصدقائي وخسرت احترام جمهوري. خسرت كل شيء."

دانيش كانيريا

ويقول كانيريا: "كان ميرفين يقول لي إنه يرغب في أن يصبح لاعب كريكيت ثرياً."

ويضيف: "كنت أتقاضى راتباً جيداً من إسيكس كاونتي وكنت لاعباً دولياً حينذاك. وكنت أعيش حياة رغيدة، وكذلك أراد هو أن يجني المال."

ومضى كانيريا يقول: "أود أن أعتذر لميرفين ويستفيلد، زميلي في فريق إيسيكس، ولنادي إيسيكس للكريكت وللجمهور... لباكستان ولجمهوري حول العالم، وكذلك لزوجتي ولعائلتي – فقد خذلتهم جميعاً. كنت أعلى حائز على الوكت في باكستان آنذاك، وكنت أجني قدراً جيداً من المال في كل العالم. لقد مر على ذلك ستة أعوام خسرت فيها أصدقائي وخسرت احترام جمهوري. خسرت كل شيء."

Kaneria is remorseful for his actions and letting his country, team, fans and family down [Al Jazeera]

’فرصة ثانية‘

وكان كانيريا قد تعرف على بات أثناء جولة في جزر الهند الغربية في عام 2005.

وفي عام 2008، أثناء جولة في الهند، دعا بات فريق باكستان على العشاء. يقول كانيريا: "زوجتي وباقي لاعبي الكريكيت ذهبوا إلى منزله."

وكان محقق في مكافحة الفساد تابع للمجلس الدولي للكريكيت، وهو الكيان الذي يشرف على اللعبة عالمياً، قد حذر لاعبي باكستان أنه يتوجب عليهم النأي بأنفسهم عن بات، ويقول كانيريا إنه نادم لتجاهله تلك النصيحة.

يقول كانيريا إن والده كان يعاني من مرض السرطان ويعيش آخر أيامه عندما انتشرت أنباء فضيحة ترتيب نتائج مباريات الكريكيت، ولم يكن بإمكانه حينها الاعتراف بالتهم التي وجهها له نادي إيسيكس للكريكيت.

ويقول: "كانت صحته تتدهور أكثر فأكثر. لم تكن لدي الشجاعة لمواجهته وإخباره بأنني ارتكبت خطيئة، فقد كان فخوراً بي جداً وكان يمكن أن أسبب له المزيد من المعاناة."

يأمل كانيريا في أن يتم رفع الحظر الذي فرض عليه مدى الحياة حتى يتمكن من مساعدة اللاعبين الصغار في رياضة الكريكيت بتجنب إغراءات الترتيب المسبق لنتائج المباريات.

ويقول: "أود أن أطلب المغفرة من الناس، فقد منحتني رياضة الكريكيت الكثير في حياتي وأود أن أرد الجميل. لو أن نادي إيسيكس للكريكيت والمجلس الدولي للكريكيت وغيرهما من الكيانات المعنية يمنحونني فرصة ثانية، فبإمكاني أن أساعد على تثقيف الشباب في مجال الكريكيت، وتعليمهم بأنك إذا ما ارتكبت خطيئة فإنك ستقضي على نفسك، تماماً كما حصل معي."