إدانة نشطاء اليمين المتطرف في فرنسا بعد تحقيق للجزيرة

حصري

إدانة نشطاء اليمين المتطرف في فرنسا بعد تحقيق للجزيرة

تمت إدانة ثلاثة أعضاء في جماعة جيل الهوية الفرنسية اليمينية المتطرفة بجنح تتضمن التحريض على الإرهاب والاعتداء.

15 ديسمبر 2020


أدانة محكمة فرنسية يوم الثلاثاء ثلاثة نشطاء من اليمين المتطرف بجنح تتضمن التحريض على الإرهاب والاعتداء والتحريض على الكراهية العنصرية.

استندت الإدانات إلى أدلة جمعت أثناء تحقيق سري قامت به وحدة تحقيقات الجزيرة.

قال القاضي إن مقاطع مصورة من وثائقي الجزيرة الذي بث في جزءين بعنوان "جيل الكراهية" لعبت دوراً مهماً في إدانة الرجال الثلاثة بما وجه لهم من تهم.

أما أولهم فهو ريمي فيليزه، البالغ من العمر ثلاثاً وثلاثين عاماً، وهو عضو سابق في فرع فلاندرز من مجموعة جيل الهوية اليمينية المتطرفة، وقد أدين بالتحريض على الإرهاب والاعتداء من قبل المحكمة العليا في مدينة ليل شمالي فرنسا، وصدر بحقه حكم بالسجن لثمانية شهور مع وقف التنفيذ لثمانية عشر شهراً.

وكان فيليزه قد صوره سراً مراسل متخف للجزيرة تمكن من اختراق فرع مدينة ليل من مجموعة جيل الهوية، والذي يتخذ لنفسه مقراً داخل حانة القلعة.

’إنهم مجرد عرب‘

التقط فيليزه على الكاميرا وهو يتحدث داخل القلعة عن أمنيته قبل الموت بأن يقود سيارة ويقتحم بها سوق وازيم في ليل، وهو سوق يغشاه العرب والمسلمون بكثرة.

كما صور مراسل الجزيرة المتخفي فيليزه وهو يعتدي بالضرب على فتاة في الثالثة عشرة من عمرها خارج الحانة في وسط المدينة.

يقول في الوثائقي: "في اليوم الذي أكتشف فيه أنني أعاني من مرض عضال، يا صاحبي، سأجلب سلاحاً، وأرتكب مجزرة ...

ويضيف: "مسجد ... أو أياً كان ... حتى سيارة وحادث ارتطام، سآخذ سيارتي ثم بام! وهكذا سيكون! ... مقارنة بذلك، ستبدو شارلي إيبو وكأنها لا شيء."

يقول فيليزه إن سوق وازيم "هو المكان الذي يتوجه إليه جميع المسلمين. إذا أخذت سيارتك إلى هناك يوم الأحد، فستكون مجزرة."

ويضيف: "سوف أترك بطاقة هويتي ... مثلما يفعل الجهاديون ... ثم بام! تباً لأمهاتكم جميعاً ... بأقصى سرعة. وإذا ما تمكنت من النجاة من المذبحة الأولى فلسوف أفعلها ثانية، أقسم لك."

Guillaume St Priest arrives at the Lille court [Jason Gwynne/Al Jazeera]
غيلوم سان بريست يصل إلى المحكمة في مدينة ليل [الجزيرة]

كما يظهر فيليزه في الوثائقي الذي بث في ديسمبر 2018 وهو يرتدي قفازات من البلاستيك المقوى، ويضرب فتاة في الثالثة عشرة من عمرها أربع مرات على الرأس خارج الحانة في منطقة الحياة الليلية الرئيسية في مدينة ليل.

جاء الاعتداء بعد أن اقتربت مجموعة من المراهقين من فيليزه وأصدقائه وطلبوا منهم سيجارة.

وأما الثاني فهو إتيان "لو رو" فانهاولين، وهو ناشط يميني متطرف آخر، صور وهو يدفع أحد المراهقين. والناشط الثالث هو غيلوم دومونت سان بريست، بواب على مدخل الحانة، رش المراهقين بمسحوق الفلفل الأسود.

ناشدت فيليزه الفتاة قائلة: "أقسم بمكة ... لا تضربني" فرد عليها قائلاً "وما مكة ... تباً لمكة." وبعد الاعتداء تكلم فيليزه عن الهجوم قائلاً: "بنت أو لا بنت، لا يهمني ذلك إطلاقاً، فهم مجرد عرب."

شخصان آخران يدانان

أدين سان بريست البالغ من العمر اثنين وثلاثين عاماً والمنحدر من سومور غربي فرنسا بالاعتداء مستخدماً، أو مهدداً بأنه سيستخدم، سلاحاً في مدينة ليل. حكم عليه بالسجن ثلاثة شهور مع وقت التنفيذ.

وأما إتيان "لو رو" فانهاولين، البالغ من العمر أربعة وعشرين عاماً، والمنحدر من دواي القريبة من ليل، فأدين بالتحريض في مكان عام على الكراهية العنصرية أو الكراهية الدينية وبالاعتداء في ليل، وحكم عليه بالسجن خمسة شهور مع وقف التنفيذ لثمانية عشر شهراً.

قبل وقت قصير من الاعتداء، صور فانهاولين وهي يحيي الحزب النازي داخل حانة بحضور نشطاء آخرين في تيار اليمين المتطرف.

وبعد المحاكمة، قال نيكولا نيف ناف، محامي الجمعية الخيرية المناهضة للعنصرية في فرنسا، واسمها إس أو إس ريسزم، إنه سعيد بما صدر من أحكام.

وقال: "لقد أقروا بأن العنصرية والأيديولوجيا التي يعتنقها اليمين المتطرف هي التي تقف وراء هذه الأعمال."

وأضاف: "يوجه القرار رسالة واضحة للمسلمين في فرنسا – وحول العالم ولكن بشكل خاص في فرنسا – أننا اليوم لن نقبل بتطبيع ما يرتكب من أعمال تمييزية بسبب دين البشر، وبشكل خاص تجاه المسلمين."

ارتباطات مع الجبهة الوطنية

تأسست هوية الجيل في فرنسا قبل ثمانية أعوام ولديها فروع في إيطاليا والنمسا وألمانيا.

تنشط المجموعة في مجال الدفاع عن "هوية وثقافة الأوروبيين البيض" ضد ما تسميه "الإحلال الكبير" من قبل المهاجرين والأسلمة.

كشفت وحدة تحقيقات الجزيرة في تحقيقها عن أدلة تثبت وجود روابط بين نشطاء الهوية ومسؤولين كبار في حزب الجبهة الوطنية برئاسة مارين لوبان، أبرز الأحزاب السياسية لتيار اليمين المتطرف في فرنسا، والذي غير اسمه فيما بعد ليصبح التجمع الوطني.

يشاهد في الوثائقي عضوان في البرلمان الأوروبي هما كريستيل ليشافيليير وسيلفي غودين وهما يزوران حانة القلعة ويعبران عن دعمهما لهوية الجيل.

بعد بث الوثائقي، طالب عمدة مدينة ليل مارتين أوبري بإغلاق حانة القلعة، إلا أنها ماتزال حتى الآن مفتوحة.