فرنسا تغلق المجموعة اليمينية المتطرفة ’جيل الهوية‘

مقال

فرنسا تغلق المجموعة اليمينية المتطرفة ’جيل الهوية‘

بعد عامين من الحركات البهلوانية المثيرة وخطاب الكراهية صدر قرار بحل مجموعة معادية للمهاجرين أدين أعضاؤها بممارسة العنف.

3 مارس 2021


أقدمت فرنسا على إغلاق جيل الهوية بعد ثمانية أعوام تقريباً من صعود نجم المجموعة اليمينية المتطرفة المعادية للمهاجرين في البلد، وهي المجموعة التي احتلت مسجداً في بواتير – في أول حركة بهلوانية مثيرة ما لبثت أن أتبعتها بعدد كبير من مثل هذه الحركات.

في تغريدة يوم الجمعة تحتوي على صور للقرار الحكومي، قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين إن المجموعة حرضت على "التمييز والكراهية والعنف."

وكان التوجه نحو إغلاق المجموعة قد جاء بعد عملية سرية نفذتها وحدة تحقيقات الجزيرة في 2018 كشفت فيها عن سلوكيات المجموعة التي تتسم بالعنصرية والعنف وعن علاقاتها بحزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان.

تدعو المجموعة التي يقع مقرها الرئيسي في مدينة ليون الفرنسية إلى "الدفاع عن هوية وثقافة الأوروبيين البيض" وتشجب ما تطلق عليه "الإحلال الكبير" من قبل الهجرة وعمليات "الأسلمة".

في عام 2017 كانت جماعة جيل الهوية تقف من وراء الحركة البهلوانية التي عرفت باسم "الدفاع عن أوروبا" وقام خلالها نشطاء اليمين المتطرف بالإبحار عبر المتوسط في محاولة لقطع الطريق على عمليات إنقاذ اللاجئين من الغرق.

تأسست جماعة جيل الهوية في فرنسا ولديها فروع في كل من إيطاليا والنمسا وألمانيا، مع أن عدد أعضائها تقلص خلال السنوات الأخيرة كما يقال.

فصل خطاب مؤرخ في الحادي عشر من فبراير (شباط)، وجهه وزير الداخلية الفرنسي إلى رئيس جيل الهوية، الأسباب التي أدت إلى صدور الأمر بحل الجماعة.

وبحسب ما ورد في الخطاب، فإن تحقيق الجزيرة بعنوان "جيل الكراهية" قد "كشف عن حقيقة هذه المنظمة" التي يعبر أعضاؤها عن "سعادتهم بالاعتداء على امرأة من أصول شمال أفريقية."

واتهم الخطاب جماعة جيل الهوية باستخدام "لغة تحرض علانية على الكراهية" مما "يساهم في تصعيد التوترات داخل المجتمع الوطني" وكذلك "يحرض على شن الهجمات العنيفة."

إدانة ثلاثة أعضاء من جماعة جيل الهوية

تمكنت وحدة تحقيقات الجزيرة من اختراق فرع الجماعة في مدينة ليل، وهو واحد من أكثر فروع جماعة جيل الهوية نشاطاً في فرنسا، وورطت زعيم الجماعة القوي هناك أويلين فيرهاسيل.

ضبط مراسل سري متخف بالجرم المشهود ريمي فاليزه، العضو القيادي في جماعة جيل الهوية، وهو يعلن أمام الكاميرا أن "أمنية حياته قبل الممات" هي أن يندفع بسيارة يقودها داخل منطقة مزدحمة بالمسلمين. كما صور وهو يلكم فتاة في الثالثة عشرة من عمرها أربع مرات على الرأس خارج حانة في مدينة ليل. وبعد أسبوع من ذلك شوهد داخل المقر الرئيسي لجماعة جيل الهوية وهو يحتفل بذلك الاعتداء.

أدين فاليزه في شهر ديسمبر (كانون الأول) بالتحريض على "الإرهاب" والاعتداء. وصدر عليه حكم بالسجن ثمانية أشهر مع وقف التنفيذ.

أما عضو جماعة جيل الهوية إتيان "لورو" فانهالوين، الذي صور وهو يدفع مراهقاً ويرفع شعار النازية مفاخراً بما فعل، فحكم عليه بالسجن خمسة شهور مع وقف التنفيذ لثمانية عشر شهراً.

وحكم بالسجن ثلاثة شهور مع وقف التنفيذ على غيلوم دومونت سانت بريست، الذي رشق بمسحوق الفلفل الأسود الفتاة التي ضربها فاليزه.

الارتباط بمارين لوبان

بعد انتهاء التحقيق، نأت الجماعة بنفسها عن فيرهاسيل، مدعية أنه لم يعد عضواً في الحركة.

إلا أن فيرهاسيل أصر على أنه ما يزال عضواً فيها.

ففي مؤتمر صحفي، زعم فيرهاسيل أن وثائقي الجزيرة كان يعتمد على "زوار عابرين" لا يرتبطون "بالقاعدة النشطة" للجماعة.

كما كشفت الجزيرة عن دليل يربط نشطاء جيل الهوية بشخصيات رئيسية في حزب الجبهة الوطنية بزعامة لوبان، وهو أشد الأحزاب الفرنسية يمينية وتطرفاً والذي غير اسمه فيما بعد ليصبح "التجمع الوطني". يظهر في الوثائقي اثنان من أعضاء البرلمان الأوروبي، هما كريستيل ليشفالير وسيلفي غودين وهما يعربان عن دعمهما لجماعة جيل الهوية.